علماء يرصدون أقوى انفجار في تاريخ الكون.. ظاهرة كونية غامضة تتحدى مفاهيم الفيزياء

0 5

رصد فريق من العلماء ظاهرة فلكية غير مسبوقة وُصفت بأنها أقوى انفجار للطاقة في الكون على الإطلاق، متفوقة بدرجات هائلة على جميع الظواهر الكونية المعروفة حتى الآن. وأُطلق على هذه الظاهرة اسم “الانفجارات النووية المتطرفة” (Extreme Nuclear Transients – ENT).

وبحسب الدراسة التي قادها الدكتور جايسون هينكل، فإن هذه الانفجارات تقع عندما تقترب نجوم عملاقة من ثقوب سوداء فائقة الكتلة، حيث تمزقها قوى الجاذبية الشديدة، مطلقة كميات ضخمة من الطاقة تفوق أكثر المستعرات العظمى توهجًا بـعشرة أضعاف، وتستمر في الإشعاع لسنوات.

وأوضح هينكل أن الظاهرة تختلف جوهريًا عن حالات التمزق النجمي المعروفة، من حيث شدة السطوع وطول مدة الوميض. ولفت إلى أن أحد هذه الانفجارات يمكنه إطلاق طاقة تعادل ما تنتجه الشمس خلال 100 مليار سنة في فترة لا تتجاوز 12 شهرًا.

وقد جرى اكتشاف هذه الظاهرة مصادفة أثناء تحليل بيانات مرصد “غايا” الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، حيث لاحظ الباحثون ومضات ضوئية غريبة مصدرها مراكز مجرات بعيدة. ومع تعمق التحليل، تبين أن ما يجري يتجاوز كل النماذج الفلكية المعروفة.

وقال الدكتور بنجامين شابي، أحد أعضاء الفريق العلمي، إن هذه الانفجارات تشكل فرصة ذهبية لدراسة الثقوب السوداء في مراحل مبكرة من عمر الكون، إذ تتيح للعلماء رؤية أعماق كونية يعود تاريخها إلى أكثر من نصف عمر الكون الحالي.

ورغم ندرتها الشديدة، إذ تحدث مرة واحدة فقط مقابل كل عشرة ملايين مستعر أعظم، فإن الآمال معقودة على الجيل الجديد من التلسكوبات مثل مرصد “فيرا روبن” وتلسكوب “رومان” الفضائي، في الكشف عن المزيد من هذه الظواهر الغامضة خلال السنوات المقبلة.

ويأمل العلماء أن تساهم هذه الاكتشافات في إعادة صياغة فهمنا للفيزياء الكونية، وتوسيع حدود المعرفة حول سلوك النجوم والثقوب السوداء والطاقة الكونية الهائلة الكامنة في أعماق الفضاء.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.