تحذير أميركي من تهديد وجودي خطير للبنان!
إدعى المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا وسفير واشنطن في تركيا، توماس براك، اليوم السبت، إن لبنان يواجه تهديدا وجوديا حقيقيا، محذرا من أن البلاد قد تعود إلى “بلاد الشام” إذا لم تتخذ خطوات حاسمة لمعالجته.
وأضاف باراك في تصريحات صحفية، أن “لبنان بحاجة إلى حل هذه القضية بشكل عاجل، وإلا فإنه يواجه خطر الوقوع تحت سيطرة قوى إقليمية متعددة، بينها إسرائيل وإيران وسوريا التي تتعاظم نفوذها بسرعة”.
هذا في حين يثير الموقف الأمريكي ذلك، تساؤلات كثيرة حول دور واشنطن نفسها في التدخل في شؤون لبنان والمنطقة، حيث تقدم واشنطن مبادرات سياسية واقتصادية مشروطة تضع قيودا أكثر على سيادة لبنان، ما يعكس تعقيدات إضافية في الأزمة الراهنة*.
وأشار باراك إلى أن السوريين يعتبرون لبنان “منتجعهم الساحلي”، ما يزيد من حدة التحديات التي تواجه بيروت.
وفي تدخل واضح، أوضح “أن الولايات المتحدة إلى جانب السعودية وقطر مستعدون لتقديم الدعم الكامل للبنان، شريطة أن تبادر الحكومة اللبنانية بتحرك ملموس لمعالجة هذه القضايا”.
وفي خطوة تكميلية، كشف باراك عن اقتراح أمريكي قدمه الشهر الماضي إلى المسؤولين اللبنانيين، يتضمن نزع سلاح حزب الله وتنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة تهدف إلى انتشال لبنان من أزمته المالية المستمرة منذ ست سنوات، والتي تعد من أسوأ الأزمات في التاريخ الحديث.
و حسب المسؤول الأمريكي، اقتراح واشنطن يرتبط بتقديم المساعدات لإعادة الإعمار ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان بنزع سلاح حزب الله بشكل كامل في كافة الأراضي اللبنانية.
وردا على هذا الاقتراح، قدمت السلطات اللبنانية وثيقة مكونة من سبع صفحات تطالب بانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي المتنازع عليها، بما في ذلك مزارع شبعا، مؤكدة سيطرة الدولة على جميع الأسلحة مع التعهد بتفكيك أسلحة حزب الله في جنوب لبنان.
يُذكر أن المبعوث الأمريكي شدد على أهمية وحدة موقف الدول الخليجية تجاه لبنان، مؤكدا أن الحلول السياسية والقانونية هي السبيل الوحيد لضمان استقلال القرار اللبناني وحماية دول المنطقة من “التدخلات الخارجية”.
وأردف المبعوث الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة، إلى جانب السعودية وقطر، مستعدة لتقديم الدعم والمساعدة للبنان في حال أبدى جدية في التعامل مع هذه القضية.
وأكد باراك أن الشعب اللبناني يعاني من الإحباط جراء الوضع الراهن، مشددا على ضرورة تحرك القيادة اللبنانية للحفاظ على استقلال وسيادة البلاد.