مركبة تابعة لناسا ترسل صورة “غريبة” للمريخ في رحلتها نحو قمر “أوروبا”

0 3

التقطت مركبة “أوروبا كليبر” التابعة لناسا، المتجهة إلى قمر المشتري الجليدي “أوروبا” – صورة “شبحية” بالأشعة تحت الحمراء لكوكب المريخ.

وتمكنت المركبة من التقاط هذه الصورة خلال تحليقها القريب من الكوكب الأحمر في 1 مارس 2025. وقد ساعدت هذه الصورة العلماء في معايرة أحد الأجهزة المصممة للتحقق مما إذا كان قمر “أوروبا” قادرا على دعم الحياة كما نعرفها.

والتقط الصورة التي تم تركيبها من أكثر من ألف لقطة بالأبيض والأسود ثم تلوينها لاحقا، أثناء تحليق المركبة على ارتفاع 884 كم (550 ميلا) فقط فوق سطح المريخ. وقد استخدمت جاذبية الكوكب في مناورة تعرف باسم “مساعدة الجاذبية” لإبطاء سرعة المركبة وتعديل مسارها حول الشمس استعدادا للجزء الأهم من رحلتها التي تبلغ 3.2 مليار كم (2 مليار ميل) نحو المشتري.

ولم يكن التحليق مجرد مناورة ملاحية، بل كان أيضا فرصة لفريق المهمة لاختبار أجهزة المركبة في الفضاء العميق، بما في ذلك جهاز التصوير الحراري E-THEMIS، المصمم لمسح سطح قمر “أوروبا” بحثا عن علامات النشاط الجيولوجي الحديث أو المستمر.

وخلال 18 دقيقة في 1 مارس، التقط الجهاز أكثر من 1000 صورة بالأبيض والأسود (واحدة كل ثانية)، وبدأت تصل إلى الأرض في 5 مايو.

وللتأكد من دقة البيانات، قارن العلماء الصور الجديدة بالخرائط الحرارية طويلة الأمد للمريخ التي جمعها مسبار “أوديسي” التابع لناسا، والذي يراقب الكوكب الأحمر منذ عام 2001.

وقال فيليب كريستنسن، الباحث الرئيسي لجهاز E-THEMIS: “أردنا التأكد من عدم وجود مفاجآت في هذه الصور. والهدف كان تصوير جسم كوكبي نعرفه جيدا، والتأكد من أن البيانات تتطابق تماما مع ما نعرفه عن المريخ بعد 20 عاما من المراقبة”.

ويكتشف E-THEMIS الضوء تحت الأحمر (أي الحرارة)، ما يتيح للعلماء رسم خرائط لدرجات الحرارة على الأسطح الكوكبية. وعند وصول المركبة إلى نظام المشتري في عام 2030، ستساعد هذه المسوح في تحديد النقاط الساخنة التي قد تشير إلى نشاط جيولوجي حديث تحت القشرة الجليدية لـ”أوروبا”.

كما ستساعد الصور الحرارية في تحديد المناطق التي قد يكون فيها المحيط الجوفي الضخم لـ”أوروبا” أقرب إلى السطح. فالقمر مليء بالصدوع والتشققات، ويعتقد العلماء أنها ناتجة عن قوى محيطية مثل تيارات الحمل الحراري أو صعود المياه من الأسفل.

جدير بالذكر أنه بعد انتهاء التحليق بالقرب من المريخ، ستستفيد المركبة من “مساعدة جاذبية” الأرض في عام 2026، قبل أن تصل إلى مدار المشتري في أبريل 2030.

ومن المقرر أن تقوم المركبة بـ 49 تحليقا قريبا من “أوروبا”، ما يتيح للعلماء دراسة إمكانات القمر لاستضافة الحياة.

وتمثل مهمة “أوروبا كليبر” خطوة مهمة في البحث عن حياة خارج الأرض، حيث يعتبر قمر المشتري “أوروبا” أحد أكثر الأجرام الواعدة في النظام الشمسي لوجود محيط مائي تحت سطحه الجليدي. ومن خلال هذه الاختبارات الدقيقة، تتأهب ناسا لاكتشافات قد تغير فهمنا للكون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.