مركبة “أوديسي” التابعة لناسا توثق مشهداً غير مسبوق لبركان مريخي قبيل شروق الشمس

0 11

التقطت مركبة “أوديسي” الفضائية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، مشهداً فريداً من نوعه لبركان “أرسيا مونس” على سطح كوكب المريخ، يظهر عبر غطاء من السحب قبيل شروق الشمس. ويعد هذا التوثيق أول صورة لبركان مريخي يظهر في الأفق بهذه الزاوية، ما يوفر رؤية مشابهة لتلك التي يشاهدها رواد الفضاء من محطة الفضاء الدولية.

ويُعد “أرسيا مونس” أحد أكبر البراكين في النظام الشمسي، حيث يبلغ ارتفاعه نحو 20 كيلومتراً، أي ما يعادل ضعف ارتفاع بركان “مونا لوا” في هاواي. ويقع ضمن مجموعة “جبال ثارسيس” التي تضم أيضاً بركانين آخرين وتتميز بانتشار سحب جليد الماء حولها، خصوصاً خلال الصباح الباكر، على عكس السحب المكوّنة من ثاني أكسيد الكربون الشائعة على المريخ.

الصورة التي التُقطت في 2 مايو الجاري، جاءت بفضل مناورة مدارية قامت بها المركبة، حيث دارت بزاوية 90 درجة لتتيح لكاميرا “نظام التصوير بالانبعاث الحراري” (THEMIS) التقاط المشهد. وقد سمح ذلك بتصوير البركان باستخدام كل من الطيفين المرئي وتحت الأحمر، ما يوفر معلومات دقيقة حول الغلاف الجوي والتكوينات الجليدية تحت السطح.

وصرّح الدكتور مايكل سميث، عالم الكواكب في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، بأن الصور كشفت عن فروق موسمية واضحة في طبقات الغبار والجليد المائي، ما يوفر مؤشرات مهمة حول التغيرات الجوية طويلة الأمد على المريخ.

وتضمنت المشاهد ما يُعرف بـ”حزام سحب الأوج”، وهي ظاهرة تظهر عندما يكون الكوكب في أبعد نقطة له عن الشمس، وتُعتبر من أبرز الظواهر الموسمية التي تؤثر في مناخ المريخ.

وإضافة إلى تحليل الغلاف الجوي، تتيح الصور أيضاً دراسة القمرين المريخيين “فوبوس” و”ديموس”، مما يساعد على تحديد خصائص سطحيهما وتكوينهما الجيولوجي.

وتُعد مهمة “أوديسي”، التي بدأت عام 2001، الأطول من نوعها في تاريخ الاستكشاف المداري لكوكب آخر، حيث تواصل بعد أكثر من عقدين من العمل توفير بيانات علمية مهمة تسهم في دعم خطط ناسا المستقبلية لاستكشاف الكوكب الأحمر، بما في ذلك مهام الهبوط البشري المحتملة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.