اكتشاف كنز جيولوجي في منطقة “التمساح” على المريخ
وصلت مركبة “بيرسيفيرانس” الجوالة التابعة لناسا إلى منطقة جديدة مثيرة للاهتمام على سطح المريخ، يعتقد أنها قد تحتوي على بعض من أقدم الصخور وأكثرها إثارة على الكوكب الأحمر.
وبعد أربع سنوات من الاستكشاف الدؤوب على سطح المريخ، حققت مركبة “بيرسيفيرانس” إنجازا جديدا بوصولها إلى منطقة “كروكوديلين” (Krokodillen) الجيولوجية الفريدة.
وهذه المنطقة الحدودية التي تمتد على مساحة 30 هكتارا تقع عند الحافة الفاصلة بين فوهة “جيزيرو” القديمة والسهول المحيطة بها، وتتميز بوجود معادن طينية تشكلت في بيئة مائية قبل مليارات السنين.
وأطلق علماء مهمة “بيرسيفيرانس” على “كروكوديلين” (التي تعني “التمساح” بالنرويجية) اسم سلسلة جبال في جزيرة برينس كارلس فورلاند، في النرويج، وهي هضبة صخرية مساحتها 73 فدانا (نحو 30 هكتارا) تقع أسفل المنحدر غرب وجنوب تلة ويتش هازل.
ويشرح الدكتور كين فارلي، نائب عالم مشروع “بيرسيفيرانس” من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أن صخور “كروكوديلين” تشكلت خلال عصر “نواشيان” (Noachian) المبكر للمريخ، أي قبل حتى تكوّن فوهة جيزيرو نفسها.
وهذا الاكتشاف يفتح نافذة جديدة لفهم تاريخ المريخ القديم، حيث قد تكشف هذه الصخور عن أدلة حول بيئة الكوكب عندما كان أكثر دفئا ورطوبة، وبالتالي أكثر ملاءمة للحياة.
وما يجعل هذه المنطقة استثنائية هو اختلافها الجذري عن المواقع السابقة التي استكشفتها المركبة، مثل منطقة “شايافا فولز” حيث رصدت “بيرسيفيرانس” العام الماضي علامات كيميائية وهياكل صخرية قد تشير إلى نشاط ميكروبي قديم. لكن فريق العلماء يشير إلى أن تأكيد وجود حياة مريخية سابقا يتطلب تحليلات أكثر تعقيدا تتجاوز قدرات المركبة الجوالة، وهو ما يبرر أهمية مشروع إعادة العينات إلى الأرض.